جذور الاستدامة منظور فني
في الفترة من 9 ديسمبر 2023 حتى 26 أبريل 2024
معرض جماعي للفنون البصرية
غاليري (A)
"يبدو لي أننا جميعاً نتأمل الطبيعة كثيراً جداً، لكننا نتعايش معها قليلاً جداً". أوسكار وايلد
بإمكاننا أن نقول إن الفن يتميز في جوهره بأنه مفهوم مستدام؛ لأنه يقوم على استخدام المواد كافة لإنتاج أشكال فنية جديدة مختلفة. وفي الواقع، يمكن إرجاع أصل ما يُوصف به اليوم بأنه فن مُستدام إلى ظهور الفن المفاهيمي في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، جنباً إلى جنب مع ظهور حركة وعي جديدة بالقضايا البيئية والاجتماعية العالمية.
إذا كانت الفرضية الأساسية لجميع الفنون، بصرف النظر عن بنيتها المادية أو فكرتها أو طبيعتها، تحثُّنا وتدفعنا نحو التأمل والتفاعل، فإن تقديم أفكار الاستدامة يُعد خطوة منطقية للمؤسسات التي يتمثل دورها في إبراز روح العصر وثقافته وتعريفها وعرضها.
تتبنَّى منارة السعديات هذه الفكرة، ونظراً لكونها أحد المراكز الثقافية التي تعمل ضمن الأهداف والاستراتيجيات الخاصة بدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي؛ فإنها ترى نفسها جزءاً من المجتمع، حيث تسهم بدور فعَّال في تنمية الأفراد وتستخدم الفن كأداة مهمة لتوعية الجمهور وتعزيز التقدم الاجتماعي.
عن "جذور":
يعزز النهج نحو الاستدامة داخل المعرض إقامة حوار مفتوح. وليس بالضرورة أن تجسد الأعمال المُختارة المعروضة مفهوم الاستدامة بشكل مباشر في حد ذاتها. وبدلاً من ذلك، يتبع الفنانون نُهُجاً متنوعة في تصوير البيئات الطبيعية المحيطة بهم. ويختار بعض الفنانين الخوض في المناقشات البيئية وتناول المخاوف الإيكولوجية وزيادة الوعي. ويقدمون أعمالهم كوسيلة لبدء المحادثات والتشجيع على التأمل والتفكير بشأن البيئة. من ناحية أخرى، يتبنَّى بعض الفنانين وجهة نظر ذاتية، ويتجلى ذلك في تناولهم لتجاربهم الشخصية وارتباطاتهم العاطفية بالبيئات المحيطة بهم. وتدعو أعمالهم المشاهدين إلى التفكير في علاقاتهم الشخصية مع العالم الطبيعي من حولهم.
في الوقت الحالي، أصبح استخدام المواد الطبيعية في الفن انعكاساً واضحاً للبيئة المحيطة، إضافة إلى أنه استكشاف للموضوعات المرتبطة بها. وفي هذا السياق، يتعمد الفنانون دمج العناصر الطبيعية في أعمالهم، ليس لخصائصها الجمالية فحسب، بل من أجل تمتين روابطهم مع الطبيعة أيضاً. ولا يندرج هذا الدمج للمواد الطبيعية في إطار تحقيق المواءمة بين الأعمال الفنية ومبادئ الاستدامة التي يركز عليها المعرض فحسب، بل يضيف عنصراً من الأصالة والانسجام مع العالم الطبيعي.
يحفز المعرض فهماً متعدد الأبعاد للاستدامة من خلال تقديم مجموعة متنوعة من النُّهُج والمواد الفنية. كما أنه يشجع المشاهدين على المشاركة في المناقشات الهادفة والتأمل في تأثيرها على البيئة وتقدير الترابط بين الفن والطبيعة والوجود الإنساني.
المشاركين:
يقدم المعرض مجموعة من الفنانين الذين برزت أعمالهم وهُويتهم الفنية على المستويين المحلي والدولي من خلال التجارب والرؤى المعاصرة في الفن والتصور المفاهيمي والتصوير الفوتوغرافي، بدءاً من جيل الرواد المؤسسين لحركة الفن في دولة الإمارات العربية المتحدة وحتى الفنانين الناشئين الذين اجتازوا مرحلة التجريب بكل ثقة وأصبحوا يمثلون المدارس والأساليب الفنية التي نقدمها هنا.
الفناين المشاركون:
علي بن ثالث
آمنة المنصوري
عزة القبيسي
كريس جوردن
ميثاء العميرة
ميثاء بوغنوم
مكتوم المكتوم
مايكل رايس
محمد يوسف
مصطفى بريز
نورة النيادي
سلمى المنصوري
سارة الحداد
شمسة العميرة
فيديا تشاندراموهان