زمنّا
لنسترجع ذكريات التسعينات في منارة السعديات
17 يناير – 13 يونيو.
احجزوا تذاكركم هنا
عن زمنّا
معرض "زمنّا" هو استكشاف مرئي للذكريات المعاد تفسيرها من فترة التسعينات – وتمثل تمعّناً وانعكاساً واستجابةً لفترة تميّزت بالتغيير والتدفق والتوسع. في هذا المعرض، تم تكليف فنانين بتقديم تسعة أعمال فنية تفاعلية تعرض ذكريات وآثار عقد التسعينات، وكيفية مساهمتها في تشكيل الوقت الحاضر. يعكس المعرض حيوية وغنى تلك الحقبة من خلال هذه الأعمال التركيبية الفنية، ويعرض كيفية ظهور مجتمع حديث يمر بمرحلة تطور سريعة. تسلط تجربة هذا المعرض متعدد الغرف الضوء على الخصائص الرئيسية لتلك الحقبة مثل نافورة "البركان"، وإعادة تأصيل العائلات المهاجرة إلى الإمارات العربية المتحدة، ودور الثقافة الشعبية والإعلام والمرح. ما هي الأسباب التي أوصلت إلى فترة تسعينات القرن الماضي؟ وما الذي أفضت إليه هذه الحقبة؟
الفنانون العشرة المشاركون هم: عفراء الظاهري؛ عائشة الأحمدي؛ آلاء إدريس؛ فاضل المهيري؛ غادة الصايغ؛ ميثاء الشامسي؛ الجميري؛ ميس البيك؛ روضة الكتبي سري.
المعرض من تنسيق منيرة الصايغ بالتعاون مع "منصة دروازة التجريبية للفنون".
الفنانون المشاركون والأعمال التركيبية
عن الأمل، الانتماء، وطَيْفية الوجود
بالرغم من أن هذه الفترة اتسمت بالطبيعة التقليدية التي يسير فيها الزمن في خط مستقيم، لكننا نتذكرها في صورة لا تزيد على امتزاج التجارب وتطورها، وذكريات غالباً ما تنتهي باستحضار التجربة المتجسدة وتزايدها.
يرسم عمل الفيديو التجريبي "الأمل، الانتماء، وطيفية الوجود" للفنانة ميس البيك، صورة لفترة تسعينات القرن الماضي، من خلال عرض قصة لاثنين من الوافدين العرب اللذين وصلا إلى الإمارات العربية المتحدة في العام 1991. ويعكس عملها أيضاً تطور البيئة العمرانية التي شهدتها الدولة في تلك الفترة
نافورة البركان
عكست "نافورة البركان" الألق والجمال الساحر لفترة التسعينات من القرن الماضي، حيث تأخذ العديد من الأشخاص إلى ذكريات الطفولة التي يستعيدونها على شكل كتلة من الألوان وبدايات الألعاب الإلكترونية التفاعل الكبير في اللعب.
يتكوّن عمل "نافورة البركان" للفنان فاضل المهيري من الأشياء المستخدمة يومياً في تلك الفترة، مثل مسجلة "سوني ووكمان" وعلب الغداء البلاستيكية، وكتب الملصقات، والقصص المصورة، وأحذية كرة القدم، التي تبدو قديمة اليوم، لكنها كانت رائجة جداً في ذلك الوقت. عند تقييمنا لهذه الأشياء التي كانت في إحدى المراحل تمثل العناصر المادية اللازمة لحياتنا، نسترجع ذكريات الطفولة ونتمكن من إمعان النظر في علاقتنا بها.
وادق
يتألف العمل التركيبي "وادق" من غرفتين ومقصورة هاتف. تُستخدم هذه المساحات مواقع لتجسيد وإعادة تمثيل الذكريات والاحتفالات والأفكار البشرية للأفراد الذين عاشوا في دولة الإمارات وما حولها في فترة التسعينات من القرن الماضي.
تدمج هذه المساحات في الوقت ذاته بين الترفيه المباشر وعمليات إعادة البناء التفسيرية التي يتصور الفنان سري وجودها في حقبة التسعينات. تشبه الأعمال التركيبية المخطوطات القديمة بطبيعة تركيبتها، وتستخدم الإشارات الصوتية، والروائح المتداخلة والغرف المفعمة بالحياة لدعوة الجمهور إلى التفاعل معها، ولكن الأهم من كل ذلك هو التعرف على شكل الحياة في تلك الفترة بالنسبة للأشخاص الذين يعتبرون دولة الإمارات وطنهم، تماماً مثل الفنان سري.
تصور كلتا الغرفتين لحظة معينة في تاريخ والدي "سري" من منظور الأساس والدراسة المعمارية، بينما تتراكم العديد من اللحظات التي مرت في حياتهما في محيط المساحات المشابهة لها.
ويتيح تجريد الغرفتين من الجدران من منحهما مساحة أكبر، مما يسمح للجمهور من التجول بحرية في أرجاء الغرفة على شكل طواف دائري والتمعّن في تفاصيلها، والتفاعل مع هذه المساحة المنزلية الشخصية عبر "الدخول" إلى تلك الغرفة باحترام.
دش
تأثَّر المجتمع الإماراتي بإدخال القنوات الفضائية تأثّراً كبيراً. تعود الفنانة آلاء إدريس بذاكرتها إلى العقد الأخير من القرن العشرين، عندما كان الناس يتسمّرون أمام شاشات التلفاز، بشكل لا يختلف كثيراً عن تعلقنا بالهواتف الذكية اليوم.
كانت هذه العلاقة شبه المقدسة، والتي تشبه بتكوينها الطقوس في الطبيعة، تؤدي أحياناً إلى الانفصال عن الواقع، وقد أدخلت هذه العلاقة تغييرات وتحولات جذرية فتحت النافذة على العالم المتحول بوتيرة سريعة نحو العولمة.
يتيح طبق القمر الصناعي الوصول إلى الأخبار والثقافة والموسيقى والعروض الترفيهية التي لا يمكن مشاهدتها على القنوات المحلية. ولم يسلم هذا الانفجار الإعلامي والانفتاح على "الآخر" بوتيرة سريعة، دون بعض العقبات الثقافية؛ فاعتبر البعض "الدش" تهديداً لأخلاق المجتمع، بينما احتفل آخرون بالحرية التي دخلت بيوتهم، وإن كان ذلك عبر شاشة التلفاز.
صوت الماضي
قبل ظهور القنوات التلفزيونية الموسيقية مثل "حواس" و"نجوم"، كانت ثقافة الكاسيتات تعيش عصرها الذهبي في محلات بيع الكاسيتات التي لم تعد موجودة اليوم.
تزور الفنانة روضة الكتبي مساحات مهجورة، تعتبر فيها أشرطة الكاسيت اكتشافاً متكرراً تقتنيه وتحفظه.
يعكس عملها الفني "أصوات الماضي" البيوت التي بات الصمت يقطنها، لكن أشرطة الكاسيت تحافظ على الماضي بأصوات تعيدنا إلى تلك المحلات التي لم تعد موجودة.
طفل التسعينيات
هل ترغبون في العودة إلى مرحلة الطفولة؟ يمكنكم العودة بالزمن من خلال الدخول في الكبسولة الزمنية الشبيهة بصناديق باربي السحرية التي صممتها الفنانتان غادة الصايغ وميثاء الشامسي بمنتهى الدقة. يأتي الإلهام في هذه التجربة من متجر ألعاب "تويز آر آص" (Toys “R” Us) الموجود في أبوظبي منذ التسعينات القرن الماضي، وكذلك منطقة الترفيه "أكشن زون".
يستكشف الفنانون الثقافة والترفيه وإحياء ذكريات الحنين إلى تجاربنا أيام الطفولة. يتضمن هذا العمل التركيبي المكون من ثلاثة أجزاء صندوقين "باربي" بالحجم الطبيعي، بالإضافة إلى مكان للاستراحة قليلاً ومشاهدة بعض الرسوم المتحركة المفضلة لدينا. نطمح من خلال هذا العمل إلى محاكاة شعور الطفل المبدع داخلنا الذي لا يحمل هموماً، ولديه كل الوقت لممارسة الألعاب، والانغماس في خيالنا.
العالم الخارجي والداخلي
يصور هذا العمل ذكريات معينة وكأنها لقطات مصورة، لكنها مألوفة لدى الكثيرين. يستخدم الفنانانة عائشة الأحمدي الرمال المأخوذة من المنطقة السكنية في مردف بدبي، لابتكار ملعب كرة قدم مؤقت يشبه الملاعب الموجودة في الأحياء المنتشرة في أنحاء الإمارات العربية المتحدة في تسعينات القرن الماضي.
تتطابق الأغراض والمواد المستخدمة في المعرض مع تلك الموجودة في المساحات الداخلية والخارجية للمنازل في دولة الإمارات خلال تلك الفترة، وتسترجع شكل الحياة في نهاية القرن العشرين بما فيها صوت أزيز المروحة المنخفض، ووهج مدفأة الغرفة، والنافذة الزجاجية، والباب المنزلق المغطى بالصحف والمجلات القديمة.
يقوم ملعب كرة القدم "الداخلي" والتلفاز المتغير – الذي يذيع لقطات من عدة قنوات تعرض أفلاماً وموسيقى ولقطات تلفزيونية من مصادر وقنوات مختلفة مثل "كرتون نتورك"، وسي إن إن وفِلم "ذا ترومان شو"، باستحضار ذكريات التسعينات وطمس التمييز بين العالمين الداخلي والخارجي.
فوالة العصر
بالرغم من أن مفهوم بناء حصون من الوسائد أصبح مفهوماً عالمياً – وسائد التكية التي استخدمناها في مرحلة الطفولة – إلا أنه أصبح يحمل مدلولاً ثقافياً: احتضان منزل آخر لمنازلنا الصغيرة المشيدة داخله واحتضان منزل آخر لهذا المنزل.
يستعيد الزوار عند رؤية العمل التركيبي الذي أبدعته عفراء الظاهري طفولتهم بروحها وشغفها، فيلتقطون وسادات لبناء ملاذاتهم الصغيرة الآمنة كما لو أنهم يشيّدون مبانٍ سكنية.
المهمة : هلا والله!
استوحى الفنان جميري عمله التركيبي، وهو منحوتة صوتية، من ثقافة التجوال في الإمارات، وكذلك من المسلسل الكرتوني "السيارة المرحة بومبو" ليصنع هيكل سيارة على هيئة سيارة نيسان باترول، مزودة بصوت غريب للمجيب الآلي لهواتف الآيفون، "سيري".
تتخذ الألوان معانٍ ومفاهيم مميزة؛ فاللونان الأحمر والأسود يحذران من الخطر، ومع ذلك تتوسل سيارة الباترول من زوارها بكلمات عذبة للحصول على المساعدة والإهتمام– لا ينبغي الوثوق بهذه الكلمات!
يبحث العمل "المهمة: هلا والله!" في الدوافع الخفية للعبارات التي يرددها السائقون مجهولو الهوية الذين يختبئون وراء مقودات سياراتهم الكبيرة ذات الدفع الرباعي. وتأتي الأسئلة التي تطرحها السيارة في إطار عملية البحث لاكتشاف المعلومات الشخصية للزوار والتلاعب بأهدافهم.
- يجب إبراز "المرور الأخضر" عبر تطبيق الحصن لدخول المعرض.