معرض "سبيكتروم": في الإطار

مقدمة:

يمثّل معرض "في الإطار" تتويجاً للنسخة الثانية من برنامج الإقامة "سبيكتروم". يقدم المعرض مجموعة متنوعة من المواضيع والتقنيات والتجارب التي عبّر عنها مجموعة من الفنانين الناشئين المشاركين في برنامج هذا العام تحت إشراف القيّم على المعرض، الفنان ناصر المازمي، والذي كان له دور فعال في إرشاد وتوجيه الفنانين لإبداع الأعمال والوصول إلى محصلتها النهائية لتكون جاهزة للعرض.

في نسخة هذا العام، انطلق ثمانية فنانين في رحلة لاكتشاف جوهر الثقافة واهميتها بالنسبة إليهم، فقاموا بتطبيق مفاهيمهم الجديدة في أعمالهم الفنية، واكتشاف المعاني العميقة والفلسفات المتجذّرة في حياتنا اليومية، والتي غالباً ما يتم تجاهلها في محيطنا.

يشجع هذا المعرض على الاستكشاف والتأمل الذاتي ضمن مفهوم الثقافة وتأثيره على وجهات النظر المختلفة.

البيان التنظيمي للمعرض:

مع بداية العام 2024، أطلق برنامج الإقامة "سبيكتروم" في منارة السعديات في أبوظبي نسخته الثانية، واستهلّه بسلسلة من اللقاءات الملهمة مع مجموعة كبيرة من المبدعين الشباب الذين تقدمّوا للمشاركة بالبرنامج، فوقع الاختيار على مجموعة من المصورين والفنانين لتقديم مواهبهم الفريدة عبر ممارساتهم الفنية المتنوعة.

ومع انطلاقة البرنامج، ركّز الفنانون على تعزيز كفاءاتهم وتحسين مهاراتهم طوال فترة البرنامج، فشاركوا في حوارات جماعية وجلسات فردية وورش عمل متنوعة أعدّها لهم البرنامج؛ كمراجعة المحفظات الإبداعية، وتوثيق الأفكار والأعمال الفنية، وتنوّع أساليب العصف الذهني لتطوير النقد في الممارسات الفنية، والتي تهدف إلى تنمية مفاهيم وممارسات الفنانين خلال مسيرتهم المهنية.

على مدار الأشهر الأربعة من عمر البرنامج، أظهر المشاركون جهداً استثنائياً في تقديم أعمالهم الفنية وأفكارهم الفريدة بتناولهم مواضيع إنسانية وثقافية متنوعة، فأسفرت تجاربهم الدقيقة ومناقشاتهم الجماعية المتكررة عن مجموعة من الأعمال الفنية التي تعكس ثقافتنا اليومية، وتسلط الضوء على تأثير أنماط الحياة السريعة والمتغيرة باستمرار على الممارسات الفنية لكل فنان.

ناصر عبدالله المازمي
مرشد البرنامج والقيّم على المعرض

"متاهة الأرواح" (2024)

فيصل الريّس
الإمارات العربية المتحدة (مواليد 1988)

وصف العمل: في عالمنا متسارع الأحداث، يعاني البعض من ارتباك في المشاعر، وقد يبدو الأمر لطيفاً تارةً، وقد يكون خانقاً تارة أخرى. في هذا العمل، لم تعِ هذه "الأرواح التائهة" بعد مدى جماليتها وأهميتها، فهي محاصرة في دوامة لا ترحم. وتكمن الفكرة هنا في كشف النقاب عن جوهر الروح داخل الجسد، فبالرغم من الغموض الذي ما تزال تتسم به إلى حد ما، إلا أنه لا يمكن إنكار قوتها الكامنة وراء تشغيل كافة وظائف الجسد، الذي يبقى خاملاً بدونها بالرغم من غناه بالأعضاء الحيوية. يسعى هذا العمل التركيبي لإظهار بُعد آخر، وهو المكان الذي تسكنه الأرواح داخل الأجساد، إلا أن بعضها قد يتوه بفعل أصحابها الذين يغفلون عن قيمتها ويقلّلون من قدراتها. وقد تساهم التأثيرات المجتمعية في تعزيز هذه الظاهرة، ففي كثير من الأحيان يغيب التوجيه والإرشاد المطلوبان لفهم "الروح" وتقدير الجوانب الأساسية للحياة، كالوعي الذاتي والحكمة والحب. يهدف هذا العمل إلى تقديم توجيه فلسفي وتأمل ذاتي كوسيلة ملهمة للأفراد في التغلب على شعورهم بالارتباك.

"جدران الهوية " (2024)

مارك انطوني اجتاي
الفلبين (مواليد 1981)

وصف العمل: يُدعى الزوار للدخول في عرض فريد لاستكشاف التنوع والتعاضد للأشكال المحيطة بنا بأسلوب الملمس البصري، إذ يرمز قوام كل جدار إلى مسار معيّن للوجود الإنساني، ويروي حكايات عن صفاته المميزة كالصبر، والمرونة، وتحمّل الشدائد، والانتصار، والتواصل. في سلسلة الأعمال هذه، يمكن للزوار التنقّل عبر مجموعة واسعة من الملمس البصري؛ كالغوص في أعماق التراث الثقافي، واكتشاف تعقيدات تطور الشخصية البشرية، والتعرّف على النقاط المشتركة للهويات الفردية. وهنا، يبرز خيط مشترك من قلب هذه الأعمال، ليغزل نسيج إنسانيتنا المشتركة. تأمَّل في قوام وتفاصيل ما يحيط بك، عزيزي الزائر، وستكشف جمال تنوّع وقوّة وحدتنا كبشر، مع تعزيز ميّزاتنا البشرية كالتعاطف والفهم والاحترام، الأمر الذي يعزّز تقديرنا لتنوع التجربة الإنسانية من خلال الاعتراف بالقواسم المشتركة التي تتجاوز الاختلافات داخل "جدران الهوية".

"فهي ليست نفس الأرض، وأنا لست نفس الشخص" (2024)

ميڤان مكية
كندا (مواليد 1999)

وصف العمل: تقدم ميڤان مكية أعمالاً فنية مستوحاة من زياراتها الأخيرة إلى العراق، استخدمت فيها وسائط متعددة تتكون من صور تناظرية متلاعب بتفاصيلها، ومواد عشوائية، ومواد بيئية. تثير أعمال مكية عدّة تساؤلات تتمحور حول العلاقة المعقّدة بين البشر وبيئاتهم، فاستخدمت فيها رموزاً بيئية تعتبر من المقدّسات في إقليمها كنخيل التمور، وأنهار المياه العذبة، والنفط الخام، لتصوير التأثير المتبادل بين البيئات والسكان الذين يتفاعلون معها. تُظهر هذه الأعمال، التي استوحيت من مواضيع المواد المستخرجة مباشرة من التضاريس النمطية في العراق، فهماً لكيفية تشابك تاريخ النباتات والأساطير الوطنية والاقتصادات السياسية مع بعضها البعض.

"جسر. رحلة إلى خط البداية" (2024)

محمد العلوي
الإمارات العربية المتحدة (مواليد 1988)

وصف العمل: تعتبر الجسور إحدى المعالم الحضرية المتكاملة لإمارة أبوظبي والتي تربط جُزُرها ببعضها البعض. يَعبُر الفنان محمد العلوي يومياً العديد من الجسور خلال تنقّلاته إلى العمل، وعند عودته مساءً إلى منزله، أو حتى أثناء قيامه ببعض الأشغال الشخصية، وهنا بدأت أبحاثه حولها عبر قيامه بتجارب مختلفة لتوثيق وتصوير الجسور في جميع أنحاء إمارة أبوظبي، وبالأخص جسور المشاة التي تعتبر أكثر المراكز نشاطاً وحركة في الحياة اليومية لجزء كبير من سكان الإمارة. ويقدّم هذا العمل التركيبي العديد من التجارب الموثّقة بالصور الفوتوغرافية لجسور المشاة التي التقطها العلوي خلال مشاركته في برنامج الإقامة "سبيكتروم" في منارة السعديات.

"محادثات حدائق الأحياء والأشباح" (2024)

عمل تركيبي من وسائط متعددة

ندى الموسى
فلسطين (مواليد 1999)

وصف العمل: تسعى الفنانة ندى الموسى لاستكشاف ذاتها من خلال عملها "محادثات حدائق الأحياء والأشباح"، الذي يسلط الضوء على علاقتها بحدائق والدتها وجدّتَيها في الماضي والحاضر. ولدت الموسى في الشارقة، وترعرعت في كنف منزل يعبق بهويتها الفلسطينية، ليزرع بداخلها شعوراً عميقاً بالانتماء، كان يكبر معها يوماً بيوم. وتعزّز ذلك الإحساس في بيوت عائلتها التي دائماً ما تتزيّن برموز تراثية تُحيي أصلها وجذورها، بدءاً من مفاتيح العودة الرمزية التي تزيّن الجدران، ووصولاً إلى الأثواب المزيّنة بالتطريزات الفلسطينية المعقدة والتي ترتديها النسوة في الاحتفالات والمناسبات.

تولّد لدى الموسى شعور ذاتي بالانتماء إلى الشتات الفلسطيني من خلال الحدائق المنزلية التي كانت تعتني بها جدّتاها ووالدتها، والتي تعكس كلّ منها ارتباطاً عميقاً بتراثهنّ. وقد زرعت أناملهنّ الخضراء تلك الحدائق بعناية في الكويت والمملكة العربية السعودية والأردن، وأخيراً في الإمارات العربية المتحدة، لتغدو تلك الحدائق بالنسبة لندى بوابات الحنين إلى فلسطين.

"مهيّـر" (2024)

فيلم قصير ]6 دقائق و20 ثانية[

روضة المزروعي
الإمارات العربية المتحدة (مواليد 2003)

وصف العمل: يتناول الفيلم القصير قصة "مهيّر"، وهو صبي صغير يتوه صدفة عن محيطه المألوف لينتهي به المطاف في براري جبال سيجي الواسعة، وسرعان ما تصبح هذه الرحلة الفردية عبر التضاريس الوعرة استكشافاً تأمّليّاً للعزلة والفضول. ومع تنقّله في رحاب الطبيعة، دفع صمت الجبال مهيّر إلى التفكير في صغر حجمه في العالم الواسع وكيفية ترابط كافّة أشكال الحياة ببعضها، فكانت كل خطوة يبتعد فيها عن محيطه المألوف، تشحذ حواسه وتعمّق أفكاره، لتتحوّل النزهة البسيطة في أحضان الطبيعة لرحلة فلسفية عميقة إلى جوهر الوجود.

"وهو معكم" (2024)

عمل تركيبي من وسائط متعددة

زينب الهاشمي
الإمارات العربية المتحدة (مواليد 2003)

وصف العمل: يقدّم هذا العمل نوافذ لروايات ظاهرة ومخفية تحمل لحظات تلتقط جوهر الإنسانية بصورته الطبيعية، والذي يظهر علناً في أفعالنا اليومية.

يتميّز الوجود البشري بنسيج غني بالقصص، حيث يحمل كل إنسان حكاياته الفريدة للحياة. ولكن غالباً ما تغفل عقولنا عن هذا الواقع بسبب تفسيرنا الفطري للحياة المتمحورة حول وجودنا الشخصي.

عند التمعّن في الآية القرآنية "وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ" (الآية 4، سورة التغابن)، ندرك قدرته سبحانه وتعالى بعلم كلّ شيء، بما يفوق قدرات فهمنا واستيعابنا البشري. ففي لحظات التأمل، عندما تسرح عقولنا بعيداً محاولةً تخيّل سيناريوهات الناس العابرة في الأماكن العامة، تتجلّى قدرته عزّ وجلّ بعلم الظاهر والباطن. ليس هذا فحسب، بل مع معرفته سبحانه وتعالى لجميع روايات البشر من مختلف أنحاء العالم، تتجلى أيضاً حقيقة أننا تحت مراقبته في كل زمان ومكان، وفي الوقت ذاته محاطون بمعية الله الدائمة.

"دارنا" (2024)

عمل تركيبي من وسائط متعددة

زايد الهدار
الإمارات العربية المتحدة (مواليد 2000)

وصف العمل: يحتفي هذا العمل التركيبي الفريد بجوهر الثقافة الإمارتية من خلال مزجه التقاليد بالرمزيات التراثية، فيأخذ الزوار في رحلة إلى قلب الحياة البدوية، ويسلط الضوء على أهمية الأسرة والتراث والأزياء.

تتوسّط المعرض خيمة كبيرة مصنوعة من الملابس المنزلية التقليدية للنساء الإماراتيات "الجلابيات"، ويعبّر القماش المختار عن تقدير الدور الجوهري للمرأة في الأسرة، كما يرمز حجم الخيمة الملفت للنظر إلى أهمية المساحة الأسرية التي تمثلها.

وبجوار الخيمة الرئيسية، يوجد "المسند"، وهو هيكل أصغر حجماً مصنوع من "جلابيات" الرجال يُستخدم مُتّكأ للجلوس. وقد استوحي الاسم من كلمة "سند"، الذي يؤكّد على مدى اعتماد الأسرة على الرجل، كما يرمز إلى دوره الداعم كأساس في وحدة الأسرة وتماسكها.